الحض على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم صغيرا :
كانت حليمة كلما مر جماعة من اليهود وحدثتهم بشأنه صلى الله عليه حضوا على قتله وكلما عرضته على العرافين في الأسواق صاحوا بقتله وكانوا يقولون اقتلوا هذا الصبي فليقتلن أهل دينكم وليكسرن أصنامكم وليظهرن أمرة عليكم .وعن حليمة السعدية رضي الله عنها أنه أمر بها جماعة من اليهود فقالت : ألا تحدثوني عن ابني هذا حملته أمة كذاو وضعته كذا ورأت عند ولادته كذا وذكرت لهم كل ما سمعته من أمة وكل ما أرته هي بعد أن أخذته وأسندت الجميع إلى نفسها كأنها هي التي حملته ووضعته .فقال أولئك اليهود بعضهم لبعض اقتلوه فقالوا أو يتيم هو؟ فقالت لا. هذا أبوه وأنا أمه .فقالوا لو كان يتيم لقتلناه لأن ذلك عندهم من علامات نبوته . وعن حليمة أيضا رضي الله عنها أنها نزلت به صلى الله عليه وسلم بسوق عكاظ وكان سوقا للجاهلية بين الطائف ونخله المحل المعروف كانت العرب إذا قصدت الحج أقامت بهذا السوق شهر شوال يتفاخرون ويتناشدون الأشعار ويبيعون ويشترون فلما وصلت به حليمة سوق عكاظ رآه كاهن من الكهان فقال يا أهل عكاظ اقتلوا هذا الغلام فإن له ملكا فمالت به وحادت عن الطريق فأنجاه الله
وقد رأت حليمة رضي الله عنها من النبي صلى الله عليه وسلم الخير و البركة وأسعدها الله بالإسلام هي وزوجها وبنوها
حياته قبل البعثة:
كان في بداية شبابه يرعى الغنم في بني سعد، وفي مكة لأهلها على قراريط ثم سافر وعمره 9 سنوات -حسب رواية ابن هشام- مع عمه إلى الشام في التجارة، إلا أنه لم يكمل طريقه وعاد مع عمه فورا إلى مكة بعد أن لقي الراهب بحيرى في بصرى بالشام الذي أخبره أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم ويخشى عليه من اليهود[9].
لقب بمكة بالصادق الأمين [10]، فكان الناس يودعونه أماناتهم لما اشتهر به من أمانة. لما بنت قريش الكعبة واختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود في موضعه، فاتفقوا على أن يضعه أول شخص يدخل عليهم فلما دخل عليهم محمد قالوا جاء الأمين فرضوا به فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه [11].
بلغ خديجة بنت خويلد، و هي امرأة تاجرة ذات شرف ومال [12] عن محمد ما بلغها من أمانته، فبعثت إليه عارضة عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام، وأعطته أفضل ما أعطت غيره من التجار، كما وهبته غلاما يدعى ميسرة، خرج محمد مع ميسرة حتى قدم الشام، فاشترى البضائع ولما عاد لمكة باع بضاعته فربح الضعف تقريبا.