اتخاذ القرار ليلا.. أفضل من اتخاذه بعد النوم
العلماء يتجادلون في أهمية الوعي ضد الوعي الباطن
[color=black]يخرج علينا علماء النفس بين فترة وأخرى باستنتاجات مثيرة، كان آخرها دراسة نشرتها دورية «جورنال اوف اكسبيرمنتال سايكولوجي»، الفصلية المعنية بعلم النفس التجريبي، تقول إن من الأفضل عدم تأجيل اتخاذ قرار حاسم الى ما بعد الخلود الى النوم وانقضاء الليل وطلوع الصباح.. بل من الأحسن سهر الليالي لاتخاذ ذلك القرار!.
ويضرب هذا الاستنتاج بفحوى المثل المشهور الذي تتداوله بشكل او بآخر مختلف الشعوب، وهو ان «كلام الليل يمحوه النهار»، او ان «الصباح أكثر حكمة من الليل»، وما شابه ذلك.
واعتبرت الدراسة مسألة شراء بيت او سيارة مثلا من المشاكل المعقدة التي تحتاج الى دراسة متأنية وقرارات مهمة. وقد قدمت نتائج تتناقض كلية مع دراسة نشرت عام 2006 أشارت في حينه إلى ان اتخاذ قرار سريع بالتفكير اللاواعي ـ مثلا عند الخلود الى النوم بدلا من اتخاذ قرار في الليل ـ هي افضل الحلول للمعاضل الكبرى. وقال باحثون في جامعة نيو ساوث ويلز الاسترالية في سيدني، برئاسة بين نيويل، إن الاحاديث عن اتخاذ القرارات بالغريزة تثير الالتباس عادة، بل انها تعتبر خطيرة، وأضاف: «لم نعثر إلا على دلائل ضئيلة حول الدور الأعظم للأفكار اللاواعية في اتخاذ القرارات المعقدة.. بل على العكس من ذلك، فإن دراستنا تفترض ان الأفكار اللاواعية تكون اكثر تقبلا للعوامل غير المهمة، مثل كيفية النظر الى المعلومات بدلا من تحديدها لأهمية تلك المعلومات».
وتقدم الأفكار اللاواعية عادة بوصفها عمليات نشيطة يقوم خلالها الدماغ بتنظيم المعلومات وتقييمها، ثم العمل على تكاملها في أفضل شكل. ويجادل مؤيدو فرضية دورها الكبير بأن الأفكار اللاواعية هي الأفضل لاتخاذ قرارات معقدة ـ أي القرارات التي تحتاج الى تضييق نطاق الخيارات وعدد الخصائص ـ لأنها لا تحدد بحدود الوعي وتدخلاته!.
إلا ان معارضي هذه الفرضية يقولون إن المفكرين بوعي، بمقدورهم انتقاء تلك الخيارات التي تكون جيدة، طالما كان هناك ما يكفي من الوقت لتصنيف المعلومات والاستفادة منها.
واستندت الدراسة الجديدة إلى أربعة اختبارات على طلاب جامعيين طلب منهم اختيار افضل الوسائل لاتخاذ قرارات صعبة مثل تأجير شقة للسكن او شراء سيارة، وذلك بثلاث طرق: اتخاذ قرار فوري، قرار بعد مراجعة واعية، أو قرار بعذ فترة من تشتيت انتباههم (وكأنهم ناموا قبل اتخاذ القرار). وأظهرت النتائج أن القرار الناجم من حالة اللاوعي لم يكن أفضل القرارات