تقوم القصة الخرافية عادة على مفهوم الصراع بين الخير والشر ، بين أشخاص عاديِّين ، ومخلوقات عجيبة ، من الجن ، والعفاريت ، والغيلان ، والوحوش ، وغيرها .
وهي كائنات كثيراً ما تتشابه في أوصافها وسلوكها في النص الأصلي ، والنص المقتبس للأطفال ، فهي تتميَّز بالشكل المخيف ، والقوة الهائلة .
غير أن هذه الكائنات الضارية قد يكفيها الخيال المبدع لتغدو في بعض القصص وديعة ، طيبة ، تخدم الناس وتُحسِن إليهم .
وهي بِمَلْمَحَيْهَا - الخير والشر - تحافظ على ذات السمات التي أُثِرت عنها في المصادر القديمة .
فقد لزمت الكائنات الخرافية الذهنية العربية قبل الإسلام ، وتسلَّطت عليها تسلُّطاً مهولاً ، وشكَّلت مادة خصبة دارت حولها الأساطير العربية .
وقد لعب الوصف والسرد القصصي - بلا شك - دوراً مهماً فيما وصل إلينا عن تشكّل أوصاف هذه الكائنات إلى جانب ما أمْلَتْه الشروح والتأويلات المختلفة لها .
وما زالت هذه الكائنات إلى اليوم موضوعاً شَيِّقاً تنسج حوله حكايات كثيرة في المجتمعات .
وامتدَّ ذلك إلى ما يُقدَّم للأطفال من قصص تُسلِّيهم وتُبهِجهم ، وتزوِّدهم بأدوات معرفية تساعدهم على التخلص مما قد يعترضهم من مواقف مُحرِجة في مستقبل أيامهم .
وإن ممّا تركِّز عليه قصص الأطفال التي أبطالها الغول والجن والعفريت - كما في الخرافات - على جدليَّة القوَّة والحيلة .
فالكائنات الضعيفة تجدُ مخرجَها - مما يحيطها من مخاطر وشرور تسببها كائنات ترمز إلى الظلم والتسلط - بالاعتماد على الذكاء ، وبذل الجهد الصادق ، وهو ما يريح نفسية الطفل ، ويوحي له بقدرة الإنسان .
وقد تتلون هذه الكائنات التي تشكل هذا العالم الخرافي ، فتتحوَّل إلى قوَّة كامنة في أدوات سحرية ، مانِحة للخير والأمل .
والمَغزَى التربوي المتوخَّى من ذلك كله ، هو الإشادة بالقِيَم الإيجابية ، والمكافأة على التمسك بها ، وفي الوقت نفسه التنفير من القِيَم السلبية .