أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو أن يجد الواحد منا أمانه الداخلي الخاص ، أن يهتم بنفسه من دون أن يخشى الأنانية ، فالشجرة لا يمكن أن تكون متينة ما لم تتغذى بجذورها . وكيف نحب الآخرين ما لم نحب أنفسنا ؟ كيف نفهمهم ما لم نفهم ذاتنا ؟ كيف ندعي أننا نريد مساعدتهم ما لم نساعد أنفسنا ؟
أن نحب أنفسنا يعني أن نعدل بالكامل نظرتنا إلي محيطنا ونضعها على أساس المساواة السليمة.
فحين نتخلى عن حاجتنا الخاصة ، غالبا ما نعتقد أننا نضحي من أجل الشخص المحبوب لنتقرب منه . ولكننا على خطأ ، فالتضحية في الواقع تبعدنا عنه . كيف ؟
تخيل أنك تعشق المسرح ولكن زوجتك تكرهه إذا تخليت عن هوايتك بدافع من حب زوجتك فانك تعرض حياتك الزوجية للخطر إذ كلما فاتتك مسرحية جميلة يتعكر مزاجك وستعامل زوجتك ببرود . وهي سوف تلاحظ موقفك من دون أن تفهمه لتستنتج أنك لم تعد تحبها كما في السابق . مما يؤدي ذلك إلى اتساع الهوة بينكما وذلك لأنك ضحيت بصمت عن رغبتك . و في نفس الوقت.. إذا أهملت رأيها.. و استمريت في حضور مسرياحتك المفضلة.. وحيدا.. فستصاب علاقتكما بنوع من الفتور.. ربما يؤدي لاحقا لابتعاد متدرج.. ربما كان الحل المثالي بمحاولة اقناعها بمرافقتك بين وقت و آخر لاحدى تلك المسرحيات.. بينما تذهبون في أوقات أخرى لأماكن تفضلها هي.. أو من الممكن أن تحضر بعض المسرحيات في فترات متباعدة.. بصحبة بعض الاصدقاء... اذا لم ترغب هي بمرافقتك.. المهم الا يشعر احدكما بأنه مقيد أو مسجون بآراء الآخر..
حاول أن توفق باعتدال.. بين رغباتك و آراء غيرك.. دون ان تحرم نفسك مما تحب.. و لا أن تفرض ما تحب على غيرك..
كلما أصغيت الى حاجاتك أصبحت أكثر حبا ولطفا تجاه الآخرين ، فمن لا يسعر بالسعادة لا يستطيع أن يعطيها لغيره ( فاقد الشيء لا يعطيه ) .
وإذا أردنا أن ننجح في حياتنا الانفعالية علينا أن نحسن تواصلنا مع الآخرين .
تحياتي للجميع