حديث الرجال
وتسألنا ..
ما حديث الرجال ..
ما هوية .. وشكل ..
وموضوع الحديث حين يقال ..
وكيف يكون الكلام ..
وماذا يقال في الكلام ..
أقولها وبداخلي احتمال واحتمال..
لماذا لا نقول ..
لا اختلاف بين حديث النساء ..
وبين حديث الرجال !!
لماذا يدور في بالنا ..
أن هناك .. صياغة اكبر من الحوار والموضوع !!
والفعل والأفعال ..
وأن هناك نقطة في أخر السطر تكتبُ ..
ولابد أن توضح بالحال ..
حينما يتحدث الرجال ..
يبحث بعضهم ..
عن حديث البحر ..
وعن أيام كانت ..
أتى عليها الدهر ..
ولغة الفكر ..
وأنين الصبر ..
والرحيل البعيد للمحال ..
والاعتقاد بالاحتمال ..
حين يختلط الرجال بالرجال ..
تبدأ الحوارات ..
المناورات .. وتكثر الاعتراضات
والاحتجاجات ..
وتكون كلها دون أفعال ..
وأغلبها تنتهي دون أفعال ..
نحن الرجال ماذا حديثنا ..
بأي معنى ..
وأي لون ..يكون
وماذا في حديثنا يقال ..
ومن سيكون عليه الدور للاغتيال ..
عفوا .. أقولها
نحن الرجال حديثنا اطفال ..
نحن الرجال أصلنا أطفال ..
وحقيقتنا الأصدق ..
إننا أطفال ..
نحن الرجال موتنا جبنٌ ..
قلقٌ .. أرق ..
وبرد قارص في صيف الاشتعال ..
حديثنا خيال ..
تارة نرسم أن الدنيا في كفنا ..
وكل شئ عندنا ..
وتحت أمرنا ..
لا يهمنا شيئا ..
أبدا لا يهمنا ..
لأننا فقط ..
نحن الأبطال ..
وأننا فقط الأبطال ..
كثيرٌ حديث الرجال ..
منوعٌ تارة ..ممنوع تارة ..
وتارة مرفوض ..
منبوذ .. ممقوت ..
سخيف البلاغة ..ممل الأفعال ..
كثير حديث الرجال ..
من لبسهم تدرك هوية الحديث ..
من تسريحاتهم .. وجلوسهم ..
من ضحكاتهم ونظراتهم ..
من ألوان خطواتهم ..
وتنوع حركاتهم ..
وتسكعاتهم ..
تعرف حديثهم ..
وحديثهم بالأفعال لا يطال ..
من تكون ..
حلوة .. فاتنة
لكَ .. لي
سأحاول أن أرقمها ..
سأحاول أن أحادثها ..
سأحاول أن أفكر في طريقة لاصطادها ..
حديثٌ مفروغ منه
هو حديث الأطفال ..
هنا الكلمة تنطق ..
هنا الصرخة تنطق ..
هنا الأقمار تأتي عرسا ..
والبحار تثور ..
والأمواج تأتي مرارا وتكرارا ..
هنا يشع الأدب في الحديث ..
وكثيرا حديث الرجال ..
يا سيدتي ..
لا تسألينا عن حديث الرجال ..
إنما قولي ..
ما الفرق بين الرجلُ الذي يبدأ الحديث ..
وبين البكاء الصادر من الأطفال !!