"بورنز" حديثه بتناول المنظور الجديد للسياسة الخارجية الأمريكية بعد 11 سبتمبر 2001، مؤكدا عدم جدوى "التوجه الأُحادي" بعد هذا التاريخ، ويقول في ذلك: "إذا كانت السياسة الانعزالية isolationism جائزةً في القرنين الثامن والتاسع عشر، فإنها تُمثل وهما بعد أحداث سبتمبر".
فعلى الرغم من قيادة الولايات المتحدة للقوة السياسية والاقتصادية والعسكرية، فإنها باتت غير قادرة على العمل بمفردها لحل الإشكاليات الإقليمية المتفجرة في مختلف بقاع الأرض.
وقد ترتب على ذلك نبذ وزارة الخارجية الأمريكية "التوجه الأُحادي" بعد وصول "كوندوليزا رايس" إليها بعد أحداث سبتمبر، وقد يُرجع "مجلس العلاقات الخارجية" الفضل إلى "بورنز" "ذلك الدبلوماسي الذي قام بتحويل (رايس) من التوجه الأُحادي إلى التوجه متعدد القُطبية multilateralism".
وأكبر دليل على ذلك التحول التحالف المُكثف الذي شهدته الخارجية الأمريكية مع "حلف شمال الأطلسي NATO"، واليابان، وأستراليا، وجنوب كوريا، في شتاء عام 2008، كما يشير "بورنز".
ويضيف مساعد وزير الشئون السياسية السابق قائلا: إن تحول منظور السياسة الخارجية الأمريكية تزامن معه تحول آخر في الرؤية الإستراتيجية الأمريكية، حيث تحول مركز الاهتمام الأمريكي من أوروبا في القرن العشرين إلى المنطقة العربية وجنوب آسيا وإفريقيا في القرن الواحد والعشرين.